أيمن عبد الرسول
كثر الحديث عما يسميه البعض بالثورة المضادة، هذا الاصطلاح الذي يحرص على استخدامه أنصار الثورة الأصلية، في كل مشكلة تحدث ضد ثورتهم، حل سهل وظريف ومريح، كأننا قمنا بكل ما تستلزمه الثورة من محدِّدات للنجاح، وتقاومها العناصر الموالية للنظام السابق، ونواجه أزمات ما بعد الانتفاضات بإلقاء التهم على الآخرين، وتوزيع الخيانات، والغنائم، كعادة الفراعنة عندما يقومون بمسح اسم الفرعون السابق من على إنجازاته، ونسبتها للفرعون الجديد، هل ما زالت جينات الفراعين في عقول المصريين؟!
تخيل عندما تتكلم مع أحد الثوريين عن الأعراض الجانبية للثورة، تصبح بقدرة قادر خائنًا وعميلاً للثورة المضادة، وعندما تقول رأيك العقلاني الهادئ، في تداعيات الأحداث على المواطنين الذين خرج من أجلهم الشباب مطالبين بخبز وحرية وعدالة اجتماعية، وبعد انتصار الثورة ـ بما أنهم مش عايزين يصدقوا إنها لم تتم دورتها بعد ـ بدأت أوهام الثورة المضادة التي تنسب إلى فلول النظام السابق، رغم محاكمة المسؤولين عن الفساد، ومنع الرئيس السابق من مغادرة البلاد، وفتح الملفات الصدئة لنظام فقد صلاحيته منذ أكثر من عشرين عامًا، طالبنا معًا بإسقاط النظام، وما زال يحكمنا جناح من أجنحة النظام، وعدِمنا ونحن نُعمِل معاول هدم النظام - محاولات تقديم بدائل واقعية، من رموز معارضة مدجنة، وموظفين كبار متواطئين على الفساد يغسلون أيديهم من النظام السابق، وديكتاتورية متأصلة في نفوس المواطنين الثوار، الأحرار الذين ما إن تخيلوا أنهم نالوا حريتهم التي ناضلنا معهم عليها على مر عمر لم نكسب فيه شيئًا شخصيًّا، بينما يتم الآن وضعنا في قوائم العداء للثورة أو أننا عملاء للثورة المضادة!
اسمحوا لي أن أقول لكم جميعًا: لأ.. أفيقوا.. واعرفوا عدونا المشترك، واخفضوا فزاعاتكم، ولا تحملونا على جدل عقيم وساذج حول من مع، ومن ضد.. عدونا المشترك والذي يمثل ثورة مضادة، هو الإعلاميون الذين تبدلت مواقفهم من مدح مدفوع الأجر للنظام السابق، وذم مدفوع الأجر أيضًا له الآن، عملاء الثورة المضادة هم الذين كانوا يجنون الملايين من أموال إعلانات الفاسدين على قنواتهم الفضائية، ثم يزايدون على الفقراء بأكاذيب وادعاءات، ووثائق إدانتهم واضحة جلية، لا تحتاج سوى الضغط على مفاتيح بسيطة في جهاز الكمبيوتر على اليوتيوب، أما الذين لم يمتدحوا النظام وهاجموه وقتما كان حيًّا يرزق، ودفعوا الثمن من أعمارهم، ودمائهم، ومن نقص موارد بيوتهم، فلا مزايدة عليهم، ارفعوا غشاوة الثورية العاطفية عن عيونكم التي يجب أن ترى مصر أوسع من ميدان التحرير.
إذا تحدثنا عن الإخوان هاجمونا بأننا نستخدم فزاعة النظام السابق، وكأن الحقيقة المرة غير واضحة للعيان، وهي أن الساحة السياسية المصرية في ظل مبارك لم يكن بها لاعبون جديون سوى الحزب الوطني والإخوان، وأننا معًا، دون إقصاء فريق عن الثورة، أسقطنا نخلة النظام في حجر الإخوان، لأنها لم تكن ثورة شباب الفيسبوك وحده، ولا عواجيز الأحزاب وحدهم، ولا بديل عن المشاركة البناءة في مستقبل مصر.
للمرة المليون نقولها، ليس من حق أحد أن يقصي مواطنًا عن الحديث باسم شعب مصر، ولا الحديث عما يسمى بالثورة المضادة إلا بعد كشف راكبي الثورة الأصلية، وفضح المزيفين لوعي الشعب، الذين يحاولون إيهامنا بأننا لسنا مصريين، وأننا ـ عدم اللا مؤاخذة ـ مالناش دعوة، أومال مين اللي ليه دعوة؟!
من حق كل مواطن أن يختار من يمثله، تلك بديهيات الديمقراطية، ولكن ديمقراطية الثوار على الطريقة المصرية (الفرعونية)، تمنعنا من ممارسة حقنا الطبيعي كمصريين، بفزاعة الثورة المضادة، وهي كما قلنا حيلة سهلة ومريحة لعدم سماع من يختلف مع الثورة، حتى إذا قلنا إنها ليست ثورة بالمعنى السياسي، لأنها بلا محددات ثورية، وأنها انتفاضة، نطالب بتدليعها على أنها ثورة لأن القواميس لم تعرف مثل الثورة المصرية السلمية البيضاء!! مش احنا اللي دلعنا الهزيمة في سبعة وستين وسميناها نكسة؟!
وفي النهاية أتذكر مقولة الفيلسوف العظيم نيتشه: "لقد حق علينا القول معشر الحكماء, فكل حقيقة نكتمها بداخلنا تتحول إلى سم زعاف.. فلتحطم الحقائق التي نجهر بها ما تحطمه". ولن ننساق وراء القطيع الغوغائي، فمستقبل هذا الوطن يجب أن يكون واضحًا، وليس رهنًا بالأحلام والأمنيات، مستقبل الوطن لا يحتمل مهادنة البعض، ولا التخوُّف من وصمة الثورة المضادة.. فإذا كان كلامي هذا لا يرضي الثوار الذين لا يستمعون إلا لكلمات الغزل والتملُّق في الثورة، وأن صوت العقل لا مكان له وسط دقات قلوب الثائرين، فنحن نكتب لا من أجل إرضائهم، كما كنا نواجه النظام السابق، وكنا في صف المعارضة الجادة التي لا تنتمي إلا لمصر، وإذا كانت مخاوفنا لا ترضي غرور الثوار، فأولى بهم أن يتركوا لنا مخاوفنا، ويعملوا على استكمال ثورتنا.. ثورتنا.. لا ثورتهم.. فكلنا مصريون وكلنا نمتلك مساحة في هذا الوطن.. وإن كنا سنستمر على خط المعارضة، فأهلاً بها، لأننا لم نكن سوى معارضة، حتى لو تم تصنيفنا على أننا ثورة مضادة.. رما تنجح في استكمال تمهيد طريق الحرية نحو غد أفضل!
ayman@alazma.com
الاثنين، 28 فبراير 2011
السبت، 26 فبراير 2011
الفوضى أو الانقلاب!
أيمن عبد الرسول
لمصلحة من الوقيعة بين الشعب المصري وجيشه؟ على الذين يشكِّكون في هذه العلاقة المتينة والتي أسفرت عما يمكن تسميته بـ"انقلاب قصر" وجعلت الجيش هو الحكم بين السلطات بعد تخلي الرئيس السابق عن منصبه، وقبول المحتجين بحكم العسكر لفترة انتقالية، رغم أن سيادة المشير طنطاوي أدى اليمين الدستورية على منصبه أمام الرئيس السابق، ومع حكومة شفيق، على الذين يحاولون تحويل البلد إلى فوضى أو صدام مع الجيش المصري أن يستيقظوا أو يبحثوا لهم عن فوضى بحجم فوضى رؤوسهم الخربة!
ثم إن الدولة المصرية ببنائها ومؤسساتها ليست نظام مبارك، كما أنها أيضًا ليست تركة يريد الشعب توزيعها على نفسه، على ما في تعبير الشعب من مجانية، ورمزية لا حقيقية، والذين ينتقمون من النظام السابق بُغشم سياسي يليق بمطالبهم غير المشروعة الآن، بعد سقوط النظام، مثل الإفراج عن كل المعتقلين، دون تفهُّم للطبيعة القانونية لبعض معتقلي جرائم الإرهاب والمخدرات والخطورة على الأمن العام، ومطالبة بعضهم من الفوضويين بإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة، وهل يوجد نظام واحد في العالم يعمل دون هذا الجهاز مع اختلاف المسميات؟!
بصراحة شديدة جدًّا ورغم اعتراضاتي على حكم العسكر، الجيش المصري يتعرض لضغوط كبيرة في هذه المرحلة، من قِبَل مدبري الثورة المضادة، وعدم وعي المحتجين في الوقت الراهن بطبيعة المرحلة التي تخوضها البلاد، علينا جميعًا كمصريين يهمنا أمر هذا البلد المساهمة مع الجيش في تسيير الأمور إلى حيث دولة مدنية بنظام ديمقراطي، يقول فيه المواطن رأيه بصراحة، بعد 59 عامًا من عزله عن محيطه السياسي، فالعقلاء فقط هم من يخافون على مصر من سيناريوهات الفوضى المدمرة التي يعمل لها ومن أجلها السائرون نيامًا خلف أحلامهم غير الواقعية بالمرة!
تطبيع العلاقة مع الشرطة واجب قومي على الشرطة المبادأة به فورًا، مع الوضع في الاعتبار عدم تحرش قوى الغضب بأبناء مصر الذين دفعوا أيضًا ضريبة الدم في الشوارع وفي ملاحقة المجرمين وتمثيل يد العدالة التنفيذية، لا شك أنه كان ثمة تجاوزات، ساهم في بعضها المواطن المصري الذي لا يعرف حقوقه، بعقوقه للقانون مرة، وبتواطئه على الفساد مرات، ولا أتعجب من محاولات الإقصاء المريرة التي يقودها بعض الثائرين ضد شركائهم في الوطن، فالسلفيون منهم ضد الإخوان، والإخوان ومن خرج من عباءتهم ضد شباب الثورة المعلمن، ويريدونها إسلامية، وتطبيق الشريعة، والمتواطئون بالصمت ضد الجميع، علينا تجاوز المرحلة الانتقامية، للشروع الفوري في المشاركة الفعالة بالمرحلة الانتقالية.
للمرة المليون نقولها نحن مع الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير، التي هي بلا برنامج ولا رأس سياسي واحد مدبر، ولا تعرف تمامًا ماذا تريد لمستقبل مصر، هي فقط كانت تعرف ما لا تريد، ولذلك علينا أن نستمع لصوت العقل والحكمة، حتى وإن وصمها المعترضون عليها بالتخاذل، فيا عقلاء مصر اتحدوا، لإنقاذ انتفاضة الشباب من تطوراتها غير المحسوبة، وغضبها الثائر الذي لم يعد مبررًا على المستوى الفوقي، وعلينا توحيد الجهود لإقامة ثورة على النظام السابق في تعامل الشعب المصري مع مواطنيه، فالذي يرى أن مصر "خلاص اتغيرت" وبقت "فُلَّة شمعة منورة" واهم تمامًا كالذي يرى أنه لم يحدث تغيير نهائي و"لسة الأيام السودا جاية"!!
الطريق الثالث بين تصورين هو الأقرب إلى الصواب، وهو مراجعة مكتسبات ثورة الثمانية عشر يومًا، والانتقال إلى تثوير دائم لإمكانات المواطن المصري الذي حرص رموز النظام السابق على تفريغه من كوادره، وبقاء الصف الثاني في كل الهيئات والمؤسسات شاغرًا لصالح أبدية رجال الصف الأول، فالناس على الفيسبوك، يتساءلون عن معنى حكومة تكنوقراط، ويقصد البعض الآخر بها حكومة ائتلافية، ويرفضون حكومة شفيق الانتقالية التي تسيير الأمور إلى حين.
"شيء من الخوف" لازم، ولكن هوس البعض من بقايا النظام البائد، وهيستيريا الثورة المضادة، وغيرها من مطالبات وهواجس البعض ممن ينتهجون العمل المدني لا السياسي، والتهويل من مخاطر حكومة شفيق وبقاء الرئيس السابق في شرم الشيخ تضعنا جميعًا أمام خيارين أحلاهما مُر، إما الفوضى العارمة، بضياع الأمن والأمان وتعديات الذين ينتظرون سقوط الأمن لتخريب البلاد، وهذه الفوضى لو حدثت لن يسامح الشعب المصري أبدًا ثوار ميدان التحرير، لأنهم في نظره من تسببوا فيها، وقادوا البلاد إليها، والخيار الثاني هو وقوف الجيش في وجه من سيتم تصنيفهم على أنهم متمردون وخارجون على الشرعية، ووقتها ستقودنا السيناريوهات إلى انقلاب الجيش على الشعب، وعودة بقبضة حديدية لحكم العسكر، الذي لن يترك البلد تضيع على يد عصبة من عديمي العقل والوعي، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا بالخروج كل يوم إلى الميادين، أولئك كالأنعام بل هم أضل، الذين إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون!!
خافوا على مصر، فهي تستحق منا كل خير، ووعي وفهم وتفهم، ولا تهزؤوا بصوت العقل، فإن الفوضى والغشم لا يغنيان عن العقل شيئًا!
والوطن من وراء القصد
ayman@alazma.com
لمصلحة من الوقيعة بين الشعب المصري وجيشه؟ على الذين يشكِّكون في هذه العلاقة المتينة والتي أسفرت عما يمكن تسميته بـ"انقلاب قصر" وجعلت الجيش هو الحكم بين السلطات بعد تخلي الرئيس السابق عن منصبه، وقبول المحتجين بحكم العسكر لفترة انتقالية، رغم أن سيادة المشير طنطاوي أدى اليمين الدستورية على منصبه أمام الرئيس السابق، ومع حكومة شفيق، على الذين يحاولون تحويل البلد إلى فوضى أو صدام مع الجيش المصري أن يستيقظوا أو يبحثوا لهم عن فوضى بحجم فوضى رؤوسهم الخربة!
ثم إن الدولة المصرية ببنائها ومؤسساتها ليست نظام مبارك، كما أنها أيضًا ليست تركة يريد الشعب توزيعها على نفسه، على ما في تعبير الشعب من مجانية، ورمزية لا حقيقية، والذين ينتقمون من النظام السابق بُغشم سياسي يليق بمطالبهم غير المشروعة الآن، بعد سقوط النظام، مثل الإفراج عن كل المعتقلين، دون تفهُّم للطبيعة القانونية لبعض معتقلي جرائم الإرهاب والمخدرات والخطورة على الأمن العام، ومطالبة بعضهم من الفوضويين بإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة، وهل يوجد نظام واحد في العالم يعمل دون هذا الجهاز مع اختلاف المسميات؟!
بصراحة شديدة جدًّا ورغم اعتراضاتي على حكم العسكر، الجيش المصري يتعرض لضغوط كبيرة في هذه المرحلة، من قِبَل مدبري الثورة المضادة، وعدم وعي المحتجين في الوقت الراهن بطبيعة المرحلة التي تخوضها البلاد، علينا جميعًا كمصريين يهمنا أمر هذا البلد المساهمة مع الجيش في تسيير الأمور إلى حيث دولة مدنية بنظام ديمقراطي، يقول فيه المواطن رأيه بصراحة، بعد 59 عامًا من عزله عن محيطه السياسي، فالعقلاء فقط هم من يخافون على مصر من سيناريوهات الفوضى المدمرة التي يعمل لها ومن أجلها السائرون نيامًا خلف أحلامهم غير الواقعية بالمرة!
تطبيع العلاقة مع الشرطة واجب قومي على الشرطة المبادأة به فورًا، مع الوضع في الاعتبار عدم تحرش قوى الغضب بأبناء مصر الذين دفعوا أيضًا ضريبة الدم في الشوارع وفي ملاحقة المجرمين وتمثيل يد العدالة التنفيذية، لا شك أنه كان ثمة تجاوزات، ساهم في بعضها المواطن المصري الذي لا يعرف حقوقه، بعقوقه للقانون مرة، وبتواطئه على الفساد مرات، ولا أتعجب من محاولات الإقصاء المريرة التي يقودها بعض الثائرين ضد شركائهم في الوطن، فالسلفيون منهم ضد الإخوان، والإخوان ومن خرج من عباءتهم ضد شباب الثورة المعلمن، ويريدونها إسلامية، وتطبيق الشريعة، والمتواطئون بالصمت ضد الجميع، علينا تجاوز المرحلة الانتقامية، للشروع الفوري في المشاركة الفعالة بالمرحلة الانتقالية.
للمرة المليون نقولها نحن مع الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير، التي هي بلا برنامج ولا رأس سياسي واحد مدبر، ولا تعرف تمامًا ماذا تريد لمستقبل مصر، هي فقط كانت تعرف ما لا تريد، ولذلك علينا أن نستمع لصوت العقل والحكمة، حتى وإن وصمها المعترضون عليها بالتخاذل، فيا عقلاء مصر اتحدوا، لإنقاذ انتفاضة الشباب من تطوراتها غير المحسوبة، وغضبها الثائر الذي لم يعد مبررًا على المستوى الفوقي، وعلينا توحيد الجهود لإقامة ثورة على النظام السابق في تعامل الشعب المصري مع مواطنيه، فالذي يرى أن مصر "خلاص اتغيرت" وبقت "فُلَّة شمعة منورة" واهم تمامًا كالذي يرى أنه لم يحدث تغيير نهائي و"لسة الأيام السودا جاية"!!
الطريق الثالث بين تصورين هو الأقرب إلى الصواب، وهو مراجعة مكتسبات ثورة الثمانية عشر يومًا، والانتقال إلى تثوير دائم لإمكانات المواطن المصري الذي حرص رموز النظام السابق على تفريغه من كوادره، وبقاء الصف الثاني في كل الهيئات والمؤسسات شاغرًا لصالح أبدية رجال الصف الأول، فالناس على الفيسبوك، يتساءلون عن معنى حكومة تكنوقراط، ويقصد البعض الآخر بها حكومة ائتلافية، ويرفضون حكومة شفيق الانتقالية التي تسيير الأمور إلى حين.
"شيء من الخوف" لازم، ولكن هوس البعض من بقايا النظام البائد، وهيستيريا الثورة المضادة، وغيرها من مطالبات وهواجس البعض ممن ينتهجون العمل المدني لا السياسي، والتهويل من مخاطر حكومة شفيق وبقاء الرئيس السابق في شرم الشيخ تضعنا جميعًا أمام خيارين أحلاهما مُر، إما الفوضى العارمة، بضياع الأمن والأمان وتعديات الذين ينتظرون سقوط الأمن لتخريب البلاد، وهذه الفوضى لو حدثت لن يسامح الشعب المصري أبدًا ثوار ميدان التحرير، لأنهم في نظره من تسببوا فيها، وقادوا البلاد إليها، والخيار الثاني هو وقوف الجيش في وجه من سيتم تصنيفهم على أنهم متمردون وخارجون على الشرعية، ووقتها ستقودنا السيناريوهات إلى انقلاب الجيش على الشعب، وعودة بقبضة حديدية لحكم العسكر، الذي لن يترك البلد تضيع على يد عصبة من عديمي العقل والوعي، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا بالخروج كل يوم إلى الميادين، أولئك كالأنعام بل هم أضل، الذين إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون!!
خافوا على مصر، فهي تستحق منا كل خير، ووعي وفهم وتفهم، ولا تهزؤوا بصوت العقل، فإن الفوضى والغشم لا يغنيان عن العقل شيئًا!
والوطن من وراء القصد
ayman@alazma.com
الجمعة، 25 فبراير 2011
انتبهوا: مصر ترجع إلى الخلف!
أيمن عبد الرسول
تعوَّد قارئ مقالاتي مني على الصراحة، والصراحة صادمة وموجعة، ولكنها في كل الأحيان مُنجية من المهالك، وأعرف أن صوت العقل قد يضيع وسط صخب الشحن العاطفي، وأن الواقع ربما يخفي نار تحت الرماد، وأن مرضاة الوطن فوق مرضاة خيالات الأشخاص، وأتذكر مقولة الفيلسوف العظيم أرسطو: "أفلاطون.. أحب إليَّ من نفسي.. إلا أن الحقيقة أحب إليَّ من أفلاطون".. فأنا أكتب ما أكتب مؤمنًا بضرورة ما أكتب، ومؤمنًا بأهمية ما أطرح بغض النظر عما يطلبه الجماهير، ومن خلال السطور القليلة المقبلة اسمحوا لي أن أطرح عليكم وعلى نفسي حوارًا من القلب، علَّه يصل إلى القلب، ومن ثم إلى العقل.
من حقي أنا أخاف على مستقبل مصر من العسكرة أو الأسلمة، ومن حقي أنا أدافع عن مكتسبات ثورة 25 يناير، ولذلك أقول إننا أمام خيارات مُرة، بعد سقوط رأس النظام، ومن أكثر ما يثير مخاوفي وأنا العلماني المقاتل كجندي في كتيبة المدنيين الكتبة الذين لم يسترزقوا يومًا على حساب الوطن، وكل ما كتبت شاهد على ما أدعيه، ودافعي الأول والأخير هو سعي دؤوب من أجل رفعة هذا البلد، ومن أجل الحرص على شعبه، الذي لا أمثل منه إلا نفسي، والمتفق معي فقط!
حالة "الغشم السياسي" التي يعيشها البعض هذه الأيام، حالة طبيعية جدًّا لبلد يحاول الاستيقاظ من ثبات عميق، ومن أعراض ضبابية الرؤية لثورة بلا برنامج واضح، وثوار كانوا يعرفون جيدًا ماذا يرفضون، ولكنهم لم يتفقوا بعد على ماذا يريدون، نعاني التباسًا واضحًا في الرؤى، بين دولة مدنية محمية بدستور بلا تمييز طائفي، ولا توجد به مواد فوق دستورية، وبين دعاوى لدولة إسلامية، ضد الزمان والتاريخ والمستقبل، وشعب لا يتجاوز المتابعين للإنترنت نسبة الـ5% فقط، وبعيد عن مطالبنا وجدالاتنا، نتحدث جميعًا باسمه، بعد تواطؤ على الصمت، تجاوز الستين عامًا، لا بد من أعراض مرضية تطال ثورة وليدة، لم تزل تتخبط في مشيها، وبيننا وبين الديمقراطية المدنية، وتعلمها والتدريب على استخدامها سنوات وليس شهورًا، في أكثر التقديرات تفاؤلاً، فماذا يجب على أمثالي الذين لا يملكون إلا التغيير بالكتابة كتابته؟!
هل نطبطب على الثورة الوليدة ونتملقها ونرضي غرورها الطفولي الساذج؟ أم نواجه أنفسنا وإياهم بما نحرثه على أرض الواقع الذي لم يعد مبهجًا كله، إن أعوامًا طويلة من القهر لا تتبدل ملامحها بين عشية وضحاها، وتدليل طفل الثورة الوليد، تضليل لنشأته، وهدم لتطوره وعنفوانه، يجب عليَّ وأكرر أنني أتحدث عن نفسي، وليس عن كل شعب مصر، أن أكون رقيبًا، قاضيًا لا محاميًا، أقول للثورة برافو إن رأيتها تحبو نحو الاتجاه الذي أراه صحيحًا، وأقول لها لأ.. ستوب، إذا رأيتها تسحب الجمرة بدلاً من الثمرة، لا أبتغي في الحالتين إلا مصلحة مصر، وشعبها بمسلميه وأقباطه وبهائييه وملحديه، لأنني في النهاية حارس على بوابة المواطنة المصرية!
كتبت وسأظل أكتب عن احترام القانون والدستور، كتبت وسأظل أكتب عن خطايا النظام السابق، وفي وجهه، ولم أداهن ولم أهادن في وجه نظام مبارك، والآن وأنا أحذركم ونفسي من أن النظام لم يزل فاعلاً، وسلوكيات الناس أيضًا لم تزل في الغالب الأعم على نظامها القديم، فالشعوب على دين حكامهم، وأحرض على الثورة الشاملة ضد كل مخلفاتنا الثقافية والاجتماعية، والتخلص من رغباتنا الشخصية، لقاء صالح مصر، أن تجمعنا كلمة سواء، هي مصر ولا مزيد.
أنا ضد الإخوان ولا أهوِّل من حجمهم في الشارع السياسي، وكذلك يجب ألا أهون من هذا الحجم، وضد عسكرة مصر مرة أخرى لاستعادة أجواء يوليو 1952، وضد الإفراج عن القتلة والمعتقلين الذين ثبت بالفعل تورطهم في حمل سلاح ضد مواطنيهم، وضد النظرة الوردية لغد أفضل دون عمل مصاحب لإحضار هذا الغد، وضد التفاف الانتهازيين على مطالب شباب 25 يناير، وضد "الغشم السياسي"، وضد أية أحزاب ذات مرجعية دينية، وأطالب بمطالب محددة، دعم الثورة لا يتم إلا بها ومنها الشفافية الإعلامية، واحترام الدستور والقانون، وتدعيم الوحدة الوطنية الحقيقية، فعلاً لا قولاً، وعدم ترويج الشائعات، ومراجعة أفكارنا كل حين، لأن الأحداث أكبر من استيعابها، ولا ننسى دم الشهداء، ولا يزايدنَّ به أحد علينا، فنحن أيضًا ندفع الثمن!
أمامنا عدة عقبات يجب الانتباه إليها، والحرص على تجاوزها بالمواجهة، لا التجاوز والتضليل، منها النظام السابق الذي لم تسقط أركانه الفاعلة بعد، ومنها محاولات بعضهم لبث الفتنة والرعب من نتائج الثورة السلمية البيضاء، بين قلوب وعقول المواطنين، منها نزعة الانتقام الثورية التي تعمل بشكل لا واعٍ، للثورة المصرية لون أبيض، يجب ألا تلوثه الضغائن والأحقاد الشخصية، ويجب أن تتسامح مع من كانوا ضدها وآمنوا فيما بعد بها، ولا محاسبة إلا على فساد نمتلك وثائق إثباته، ومن باب حرية الرأي والديمقراطية التي تعرفون موقفي منها، عدم إقصاء شركاء الوطن، وأن تتسع صدورنا للرأي المخالف، وأن نبرره دومًا بحسن النوايا إلى أن يثبت العكس.
فيا شباب مصر الصاعد، لا تسمحوا لمصر أن ترجع إلى الخلف، ادفعوها دفعًا للتقدم، حددوا أولوياتكم، واقبلوا مخالفيكم، وضموا الصفوف نحو مستقبل أفضل لهذا البلد، مستقبل نرجوه لمصر المدنية لا العسكرية ولا الدينية، وأكملوا بسواعدكم مجد الأهرامات، وتذكروا دومًا أن مصر لن تتقدم إلا بالمشاركة الوطنية البناءة، وبالوقوف الحاد والجدي ضد كل من يحاول إرجاعنا إلى الخلف.. لا تنظروا وراءكم، فالغد لكم، ومصر لنا!
ayman@alazma.com
تعوَّد قارئ مقالاتي مني على الصراحة، والصراحة صادمة وموجعة، ولكنها في كل الأحيان مُنجية من المهالك، وأعرف أن صوت العقل قد يضيع وسط صخب الشحن العاطفي، وأن الواقع ربما يخفي نار تحت الرماد، وأن مرضاة الوطن فوق مرضاة خيالات الأشخاص، وأتذكر مقولة الفيلسوف العظيم أرسطو: "أفلاطون.. أحب إليَّ من نفسي.. إلا أن الحقيقة أحب إليَّ من أفلاطون".. فأنا أكتب ما أكتب مؤمنًا بضرورة ما أكتب، ومؤمنًا بأهمية ما أطرح بغض النظر عما يطلبه الجماهير، ومن خلال السطور القليلة المقبلة اسمحوا لي أن أطرح عليكم وعلى نفسي حوارًا من القلب، علَّه يصل إلى القلب، ومن ثم إلى العقل.
من حقي أنا أخاف على مستقبل مصر من العسكرة أو الأسلمة، ومن حقي أنا أدافع عن مكتسبات ثورة 25 يناير، ولذلك أقول إننا أمام خيارات مُرة، بعد سقوط رأس النظام، ومن أكثر ما يثير مخاوفي وأنا العلماني المقاتل كجندي في كتيبة المدنيين الكتبة الذين لم يسترزقوا يومًا على حساب الوطن، وكل ما كتبت شاهد على ما أدعيه، ودافعي الأول والأخير هو سعي دؤوب من أجل رفعة هذا البلد، ومن أجل الحرص على شعبه، الذي لا أمثل منه إلا نفسي، والمتفق معي فقط!
حالة "الغشم السياسي" التي يعيشها البعض هذه الأيام، حالة طبيعية جدًّا لبلد يحاول الاستيقاظ من ثبات عميق، ومن أعراض ضبابية الرؤية لثورة بلا برنامج واضح، وثوار كانوا يعرفون جيدًا ماذا يرفضون، ولكنهم لم يتفقوا بعد على ماذا يريدون، نعاني التباسًا واضحًا في الرؤى، بين دولة مدنية محمية بدستور بلا تمييز طائفي، ولا توجد به مواد فوق دستورية، وبين دعاوى لدولة إسلامية، ضد الزمان والتاريخ والمستقبل، وشعب لا يتجاوز المتابعين للإنترنت نسبة الـ5% فقط، وبعيد عن مطالبنا وجدالاتنا، نتحدث جميعًا باسمه، بعد تواطؤ على الصمت، تجاوز الستين عامًا، لا بد من أعراض مرضية تطال ثورة وليدة، لم تزل تتخبط في مشيها، وبيننا وبين الديمقراطية المدنية، وتعلمها والتدريب على استخدامها سنوات وليس شهورًا، في أكثر التقديرات تفاؤلاً، فماذا يجب على أمثالي الذين لا يملكون إلا التغيير بالكتابة كتابته؟!
هل نطبطب على الثورة الوليدة ونتملقها ونرضي غرورها الطفولي الساذج؟ أم نواجه أنفسنا وإياهم بما نحرثه على أرض الواقع الذي لم يعد مبهجًا كله، إن أعوامًا طويلة من القهر لا تتبدل ملامحها بين عشية وضحاها، وتدليل طفل الثورة الوليد، تضليل لنشأته، وهدم لتطوره وعنفوانه، يجب عليَّ وأكرر أنني أتحدث عن نفسي، وليس عن كل شعب مصر، أن أكون رقيبًا، قاضيًا لا محاميًا، أقول للثورة برافو إن رأيتها تحبو نحو الاتجاه الذي أراه صحيحًا، وأقول لها لأ.. ستوب، إذا رأيتها تسحب الجمرة بدلاً من الثمرة، لا أبتغي في الحالتين إلا مصلحة مصر، وشعبها بمسلميه وأقباطه وبهائييه وملحديه، لأنني في النهاية حارس على بوابة المواطنة المصرية!
كتبت وسأظل أكتب عن احترام القانون والدستور، كتبت وسأظل أكتب عن خطايا النظام السابق، وفي وجهه، ولم أداهن ولم أهادن في وجه نظام مبارك، والآن وأنا أحذركم ونفسي من أن النظام لم يزل فاعلاً، وسلوكيات الناس أيضًا لم تزل في الغالب الأعم على نظامها القديم، فالشعوب على دين حكامهم، وأحرض على الثورة الشاملة ضد كل مخلفاتنا الثقافية والاجتماعية، والتخلص من رغباتنا الشخصية، لقاء صالح مصر، أن تجمعنا كلمة سواء، هي مصر ولا مزيد.
أنا ضد الإخوان ولا أهوِّل من حجمهم في الشارع السياسي، وكذلك يجب ألا أهون من هذا الحجم، وضد عسكرة مصر مرة أخرى لاستعادة أجواء يوليو 1952، وضد الإفراج عن القتلة والمعتقلين الذين ثبت بالفعل تورطهم في حمل سلاح ضد مواطنيهم، وضد النظرة الوردية لغد أفضل دون عمل مصاحب لإحضار هذا الغد، وضد التفاف الانتهازيين على مطالب شباب 25 يناير، وضد "الغشم السياسي"، وضد أية أحزاب ذات مرجعية دينية، وأطالب بمطالب محددة، دعم الثورة لا يتم إلا بها ومنها الشفافية الإعلامية، واحترام الدستور والقانون، وتدعيم الوحدة الوطنية الحقيقية، فعلاً لا قولاً، وعدم ترويج الشائعات، ومراجعة أفكارنا كل حين، لأن الأحداث أكبر من استيعابها، ولا ننسى دم الشهداء، ولا يزايدنَّ به أحد علينا، فنحن أيضًا ندفع الثمن!
أمامنا عدة عقبات يجب الانتباه إليها، والحرص على تجاوزها بالمواجهة، لا التجاوز والتضليل، منها النظام السابق الذي لم تسقط أركانه الفاعلة بعد، ومنها محاولات بعضهم لبث الفتنة والرعب من نتائج الثورة السلمية البيضاء، بين قلوب وعقول المواطنين، منها نزعة الانتقام الثورية التي تعمل بشكل لا واعٍ، للثورة المصرية لون أبيض، يجب ألا تلوثه الضغائن والأحقاد الشخصية، ويجب أن تتسامح مع من كانوا ضدها وآمنوا فيما بعد بها، ولا محاسبة إلا على فساد نمتلك وثائق إثباته، ومن باب حرية الرأي والديمقراطية التي تعرفون موقفي منها، عدم إقصاء شركاء الوطن، وأن تتسع صدورنا للرأي المخالف، وأن نبرره دومًا بحسن النوايا إلى أن يثبت العكس.
فيا شباب مصر الصاعد، لا تسمحوا لمصر أن ترجع إلى الخلف، ادفعوها دفعًا للتقدم، حددوا أولوياتكم، واقبلوا مخالفيكم، وضموا الصفوف نحو مستقبل أفضل لهذا البلد، مستقبل نرجوه لمصر المدنية لا العسكرية ولا الدينية، وأكملوا بسواعدكم مجد الأهرامات، وتذكروا دومًا أن مصر لن تتقدم إلا بالمشاركة الوطنية البناءة، وبالوقوف الحاد والجدي ضد كل من يحاول إرجاعنا إلى الخلف.. لا تنظروا وراءكم، فالغد لكم، ومصر لنا!
ayman@alazma.com
الأربعاء، 16 فبراير 2011
لو كنت ـ عدم اللاموأخذة ـ مبارك!!
أيمن عبد الرسول
أعرف أن عنوان المقال يبدو مستفزًا لكن لي العذر فأنا لست مباركًا.. إسمًا وفعلاً ولم تطالني مباركة أحد، ولكنني أحاول معكم من خلال هذه السطور تصور ماذا كان سيحدث لو، لو كانت هذه الانتفاضة التي يصفها الإخوان والسلفيون بالمباركة، وأصفها أنا بالشعبية، وأعتقد أن الذين شاركوا فيها لن يقبلوا أي اشتقاق من المصدر بارك، وغم أني غير مبارك بالمرة، إلا أنني تخيلت نفسي مكانه، والأهم سألت نفسي سؤالاً حادًا وهو ماذا لو كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مكان مبارك في انتفاضة غضب 25 يناير، ولو كان مكانه بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات، ومن هنا كانت فكرة هذا المقال الذي تقرءونه الآن..
أظن وبعض الظن إثم وبعضه الآخر واجب، أن الزعيم الذي تنحى عقب هزيمة الخامس من يونيه، وخرجت الجماهير الغفيرة تسأله البقاء، على عكس مبارك الذي خرجنا جميعًا متفقين على "نسألك الرحيل" كان لو جابه جيل الفيس بوك، سيأخذ الأمر على أعصابه التي هدتها الهزيمة، وأحرقتها تقلبات الدهر، وكان سيتنحى كما فعل، ولكن لم يكن هناك ثم من يسأله البقاء، وكان سيفوض أمره إلى الله، وليس إلى الجيش المهزوم ساعتها، وكانت مصر ستدخل في فوضى لا يعلم مداها إلا الله، وربما كنا ساعتها نراجع أنفسنا وتقوم اللجان الشعبية بممارسة فن البقاء وحماية النظام من غيلانه، ثم يترتب عليها عدم وجود السادات بعده ولا مبارك.. شايفين بُعد النظر.. مش كنا جبناها م الأول!؟
ثم أن هذا التصور الفنتازي يجرنا لآخر مجبرين على تصوره، وهو تمكن تل أبيب من احتلال مصر، ولم يكن ثم بناء على ذلك شرعية كوبري 6 أكتوبر، وميدان التحرير كان هايبقى أوسع لملاقاة العدو الإسرائيلي الغاشم، والذي كان من المؤكد أنه سيعلن تخليه عن السلطة للشعب الذي دوخه في حواري القاهرة المحروسة، ويسألني أحدهم عن دور الولايات المتحدة وقتها هل كانت ستساند الشعب المصري في مطالبه بجلاء إسرائيل عن مصر؟ أشك لدرجة اليقين أنها لم تكن لتفعل!!
أما وقد وفق الله الزعيم القائد في قبول التنحي عن التنحي، ومات موتة ربنا، وفي رواية هيكل بالسم البطيئ، وجاء من بعده السادات صاحب نصر أكتوبر الذي حمانا من الغزو الإسرائيلي لمصر، والذي لم يستطع جيشه حمايته من الاغتيال في الاحتفال بنصر أكتوبر الذي صار بديلا عن شرعية يوليو، ومُدشنًا لشرعية حكم مبارك جنبًا إلى جنب مع شرعية كوبري أكتوبر، ومترو الأنفاق والطرق الدائرية، وغيرها من انجازات عصر مبارك التي لا ينكرها إلا جاحد!
ما علينا قل تصورً مثلاً أن السادات هاجت ضده مظاهرات الغضب، في حضور فيس بوك وتويتر، والعوامل الاليكترونية والإعلامية المصاحبة لـ25 يناير، ماذا لو, مجرد افتراض، وقد حدث ما يقاربه في 17 و18 يناير 1977 وباءت بالفشل، وأتخيل أن السادات كان سينزل إلى ميدان التحرير في 25 يناير، ويتحدث إلى الشباب: عايزين إيه يا ولادي.. نحل مجلس الشعب، حليناه عايزين إيه نغير الحكومة؟ غيرناها، وأنا معاكوا لحد إسقاط النظام!
ربما كان تصورًا كلاسيكيًا، إلا انه ربما، المهم أن تصرفه كرئيس أراري، من قلب الشعب، ويفهم دماغه تمام الفهم، كان يقدر بحكمته وسياسته الشعبية الروشة طحن، أنه يلم الشباب حواليه، ويعدي الموجة لحد لما ربنا يكتبه الموت على يد الجهاد الإسلامي، المهم أنه لم يكن ليفعل ما فعله الرئيس السابق مبارك، ولم يكن ليؤخر رد فعله إلى أيام من انتفاضة الشباب، رغم إني معترض على حكاية تأخير الرد على مطالب الشعب، الله ما تخلونا منصفين مرة واحدة في حياتنا، ما هو الشعب كمان أتأخر يجي تلاتين سنه، وما حدش كلمه..!!
ونعود إلى مبارك، لو كنت ـ عدم اللامؤاخذة ـ مباركًا، ماذا كنت سأفعل، أمام غضبة الشعب، كنت سأستغل التقارير عن ثورة 25 يناير، لو كانت صادقة، التقارير وليست الثورة، آه الثوريين وهما ثائرين ممكن يفهموني غلط، والحكاية مش ناقصة، يقولوا أعداء الثورة وكدا.. نحن مع التغيير، وكنا من أوائل المحرضون عليه، ولكن تغيير عن تغيير يفرق!
المهم، كنت سأنزل إلى الميدان بكامل حراستي، وامسك ميكروفون الصبح بدري قبل تجمع الشباب، وأعلن حل البرلمان الذي اكتشفت تزويره، وعدم ترشحي في الانتخابات الرئاسية القادمة وحل الحزب الوطني كله، وتعيين نائب لي من المعارضة الرسمية، وأبدأ في محاسبة فورية لكل الفاسدين اللي كانوا حواليا ساعتها، كانت ستصبح فرصة ذهبية للتصالح مع الناس والقرب منهم، وربما وقتها كانوا حملوني على الأعناق إلى حيث مقر رئاسة الجمهورية, أقول ربما لأنني كنت سأنجح في اختبار الثقة، الذي وضعني الشعب فيه متأخرًا، وكنت سأكتب مذكراتي في فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية، وأغسل يدي من دماء وأموال الشعب الذي تواطئ معي على الفساد ثلاثون عامًا، ثم قرر فجأة أن يرجمني بصفتي أس البلاء، وكأن الشعب ـ كل الشعب ـ ملائكة أبرار وأنا عدم اللامؤخذة وحاشيتي شيطانًا كفار!!
لم يفعلها مبارك، خدعه فارق التوقيت بين مطالب شعبه، ورده عليها، فجاءت النتيجة كما راينا، وضع للرجال الصح (شفيق، وسليمان) في التوقيت الغلط، وإعادتنا سنوات طويلة إلى الخلف بتولي القوات المسلحة الجديرة بمصر وفخر رجالها على منصة إدارة شئون البلاد، لا أتشكك في إمكانية القوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي، وقدراتها على العبور بنا إلى شط الأمان السياسي لبناء دولة المؤسسات والحكم المدني، ولكن لو تفتح عمل الشيطان، والشيطان شاطر، زين لنا أعمالنا طيلة 30 عامًا، ثم لعب برأس مبارك، الطيار الذي طار بنا إلى آفاق الحرية، ومع عدم التقليل من دور انتفاضة الشباب أقول لو صبر المعارض على النظام كان سقط لوحده، بالسوس الذي نخر فيه، وقوض شرعيته، واهتبل غفلته، حتى أصبحنا الآن نتحدث عن الرئيس السابق، محمد حسني مبارك!
والحمد لله على نعمة أنني لست مباركًا
صباحكم حرية.. وللحديث بقية
ayman@alazma.com
أعرف أن عنوان المقال يبدو مستفزًا لكن لي العذر فأنا لست مباركًا.. إسمًا وفعلاً ولم تطالني مباركة أحد، ولكنني أحاول معكم من خلال هذه السطور تصور ماذا كان سيحدث لو، لو كانت هذه الانتفاضة التي يصفها الإخوان والسلفيون بالمباركة، وأصفها أنا بالشعبية، وأعتقد أن الذين شاركوا فيها لن يقبلوا أي اشتقاق من المصدر بارك، وغم أني غير مبارك بالمرة، إلا أنني تخيلت نفسي مكانه، والأهم سألت نفسي سؤالاً حادًا وهو ماذا لو كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مكان مبارك في انتفاضة غضب 25 يناير، ولو كان مكانه بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات، ومن هنا كانت فكرة هذا المقال الذي تقرءونه الآن..
أظن وبعض الظن إثم وبعضه الآخر واجب، أن الزعيم الذي تنحى عقب هزيمة الخامس من يونيه، وخرجت الجماهير الغفيرة تسأله البقاء، على عكس مبارك الذي خرجنا جميعًا متفقين على "نسألك الرحيل" كان لو جابه جيل الفيس بوك، سيأخذ الأمر على أعصابه التي هدتها الهزيمة، وأحرقتها تقلبات الدهر، وكان سيتنحى كما فعل، ولكن لم يكن هناك ثم من يسأله البقاء، وكان سيفوض أمره إلى الله، وليس إلى الجيش المهزوم ساعتها، وكانت مصر ستدخل في فوضى لا يعلم مداها إلا الله، وربما كنا ساعتها نراجع أنفسنا وتقوم اللجان الشعبية بممارسة فن البقاء وحماية النظام من غيلانه، ثم يترتب عليها عدم وجود السادات بعده ولا مبارك.. شايفين بُعد النظر.. مش كنا جبناها م الأول!؟
ثم أن هذا التصور الفنتازي يجرنا لآخر مجبرين على تصوره، وهو تمكن تل أبيب من احتلال مصر، ولم يكن ثم بناء على ذلك شرعية كوبري 6 أكتوبر، وميدان التحرير كان هايبقى أوسع لملاقاة العدو الإسرائيلي الغاشم، والذي كان من المؤكد أنه سيعلن تخليه عن السلطة للشعب الذي دوخه في حواري القاهرة المحروسة، ويسألني أحدهم عن دور الولايات المتحدة وقتها هل كانت ستساند الشعب المصري في مطالبه بجلاء إسرائيل عن مصر؟ أشك لدرجة اليقين أنها لم تكن لتفعل!!
أما وقد وفق الله الزعيم القائد في قبول التنحي عن التنحي، ومات موتة ربنا، وفي رواية هيكل بالسم البطيئ، وجاء من بعده السادات صاحب نصر أكتوبر الذي حمانا من الغزو الإسرائيلي لمصر، والذي لم يستطع جيشه حمايته من الاغتيال في الاحتفال بنصر أكتوبر الذي صار بديلا عن شرعية يوليو، ومُدشنًا لشرعية حكم مبارك جنبًا إلى جنب مع شرعية كوبري أكتوبر، ومترو الأنفاق والطرق الدائرية، وغيرها من انجازات عصر مبارك التي لا ينكرها إلا جاحد!
ما علينا قل تصورً مثلاً أن السادات هاجت ضده مظاهرات الغضب، في حضور فيس بوك وتويتر، والعوامل الاليكترونية والإعلامية المصاحبة لـ25 يناير، ماذا لو, مجرد افتراض، وقد حدث ما يقاربه في 17 و18 يناير 1977 وباءت بالفشل، وأتخيل أن السادات كان سينزل إلى ميدان التحرير في 25 يناير، ويتحدث إلى الشباب: عايزين إيه يا ولادي.. نحل مجلس الشعب، حليناه عايزين إيه نغير الحكومة؟ غيرناها، وأنا معاكوا لحد إسقاط النظام!
ربما كان تصورًا كلاسيكيًا، إلا انه ربما، المهم أن تصرفه كرئيس أراري، من قلب الشعب، ويفهم دماغه تمام الفهم، كان يقدر بحكمته وسياسته الشعبية الروشة طحن، أنه يلم الشباب حواليه، ويعدي الموجة لحد لما ربنا يكتبه الموت على يد الجهاد الإسلامي، المهم أنه لم يكن ليفعل ما فعله الرئيس السابق مبارك، ولم يكن ليؤخر رد فعله إلى أيام من انتفاضة الشباب، رغم إني معترض على حكاية تأخير الرد على مطالب الشعب، الله ما تخلونا منصفين مرة واحدة في حياتنا، ما هو الشعب كمان أتأخر يجي تلاتين سنه، وما حدش كلمه..!!
ونعود إلى مبارك، لو كنت ـ عدم اللامؤاخذة ـ مباركًا، ماذا كنت سأفعل، أمام غضبة الشعب، كنت سأستغل التقارير عن ثورة 25 يناير، لو كانت صادقة، التقارير وليست الثورة، آه الثوريين وهما ثائرين ممكن يفهموني غلط، والحكاية مش ناقصة، يقولوا أعداء الثورة وكدا.. نحن مع التغيير، وكنا من أوائل المحرضون عليه، ولكن تغيير عن تغيير يفرق!
المهم، كنت سأنزل إلى الميدان بكامل حراستي، وامسك ميكروفون الصبح بدري قبل تجمع الشباب، وأعلن حل البرلمان الذي اكتشفت تزويره، وعدم ترشحي في الانتخابات الرئاسية القادمة وحل الحزب الوطني كله، وتعيين نائب لي من المعارضة الرسمية، وأبدأ في محاسبة فورية لكل الفاسدين اللي كانوا حواليا ساعتها، كانت ستصبح فرصة ذهبية للتصالح مع الناس والقرب منهم، وربما وقتها كانوا حملوني على الأعناق إلى حيث مقر رئاسة الجمهورية, أقول ربما لأنني كنت سأنجح في اختبار الثقة، الذي وضعني الشعب فيه متأخرًا، وكنت سأكتب مذكراتي في فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية، وأغسل يدي من دماء وأموال الشعب الذي تواطئ معي على الفساد ثلاثون عامًا، ثم قرر فجأة أن يرجمني بصفتي أس البلاء، وكأن الشعب ـ كل الشعب ـ ملائكة أبرار وأنا عدم اللامؤخذة وحاشيتي شيطانًا كفار!!
لم يفعلها مبارك، خدعه فارق التوقيت بين مطالب شعبه، ورده عليها، فجاءت النتيجة كما راينا، وضع للرجال الصح (شفيق، وسليمان) في التوقيت الغلط، وإعادتنا سنوات طويلة إلى الخلف بتولي القوات المسلحة الجديرة بمصر وفخر رجالها على منصة إدارة شئون البلاد، لا أتشكك في إمكانية القوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي، وقدراتها على العبور بنا إلى شط الأمان السياسي لبناء دولة المؤسسات والحكم المدني، ولكن لو تفتح عمل الشيطان، والشيطان شاطر، زين لنا أعمالنا طيلة 30 عامًا، ثم لعب برأس مبارك، الطيار الذي طار بنا إلى آفاق الحرية، ومع عدم التقليل من دور انتفاضة الشباب أقول لو صبر المعارض على النظام كان سقط لوحده، بالسوس الذي نخر فيه، وقوض شرعيته، واهتبل غفلته، حتى أصبحنا الآن نتحدث عن الرئيس السابق، محمد حسني مبارك!
والحمد لله على نعمة أنني لست مباركًا
صباحكم حرية.. وللحديث بقية
ayman@alazma.com
سيادة الرئيس السابق!
أيمن عبد الرسول
رحل مبارك عن منصبه، وتحققت إرادة شعب راهن الكثيرين ومنهم أنا شخصيًا على استكانته، كنت أكتب لتحريضه على الثورة، وأشك في إمكانية تحقيقها، وبعد ثمانية عشر يومًا من النضال الثوري، سقطت شرعية يوليو بشرعية 10 فبراير، الشرعية الثورية لشباب حركوا الحجر، وأسقطوا تصوراتنا الكلاسيكية عن الزعيم القائد، والأب الرئيس، وغيرها من المصطلحات والتصورات، التي علمنا إياها حكم العسكر تحت الزي المدني، كان مبارك الرئيس السابق(يااااااه طعمها حلو أوي) الرئيس السابق، يتعامل مع بقاءه في منصبه بمنطق التفاؤل والتشاؤم، فإذا أصدر أحدهم كتاب بعنوان(من هو الرئيس القادم لمصر) وقد صدر بالفعل في 1995 كتاب بهذا العنوان، تمت مصادرته، واعتقال كاتبه في عصر الحرية الذي يراعاه مبارك على ضمانته الشخصية، والتي سقطت الآن مع أكاذيب السيد الرئيس السابق.
كان مبارك، يدير دولة بوليسية من الطراز الأول، ويلعب لعبة الديمقراطية على مسرح الحياة السياسية، ديمقراطية المنح لمن يريد، والمنع عمن يريد، وكانت إرادته الحديدية لا تميز بين محب لوطنه يقدم مشروعًا لتغيير الدستور مثل أستاذنا رحمه الله محمد السيد سعيد، وبين مضلل يعمل مستشارًا لا رحمه الله حيًا ويكتب حتى الآن ضد كل قواعد التفكير الاستراتيجي، ومع ذلك نسميه المفكر الاستراتيجي، وهو الذي يعيد تدوير محاضراته منذ الستينات، بمصطلحات جديدة، ما علينا كانت الثلة المحيطة بالسيد الرئيس، من الآخر مغميه عين الرئيس، ويستعملون كلمة كله تمام ياريس، كالماء والهواء.
لن أحاول تصفية الحسابات، فالمستقبل منحنا بدماء شبابنا، وحماية قواتنا المسلحة الباسلة، فرصة تاريخية، اعتقد أننا محظوظون بما يكفي لمعايشتها عيانًا بيانًا، والأكثر من اللحظة الآنية مع روعتها، أننا نشارك بجدية في تشكيل نظام جديد، مختلف نضع فيه معًا ملامح مختلفة لمصر جديدة تتسع لكل المصريين، وتختلف فيها الآراء بلا تكفير أو تخوين، ويختار المواطن فيه رئيسه بإرادته الحرة، وتحت إشراف قضائي كامل، نمارس فيه ديمقراطية حقيقية، دعونا نعترف ونحن في لحظة لا تحتمل سوى الشفافية، والصدق مع النفس، قبل ممارسة الصدق مع الآخر، أقول وأجري على الوطن، الذي لا أريد من مواطنيه جزاءًا ولا شكورا، أننا بحاجة لتعلم الديمقراطية، والاستماع الجيد لبعضنا بعضًا، نحتاج إلى الإصغاء لصوت العقل والحرية، نحتاج إلى رسم مخطط واضح للإعلاء شأن مصرنا الجديدة.!
في تصوراتي، لابد من استماع الرئيس المقبل أيًا كان توجه، لابد وأن نختاره على أساس مدني، لا عسكري ولا ديني، وإذا اتفقنا على مراقبة التحول الديمقراطي في مصر، واجتماعنا على مبادئ واضحة لاختيار مستقبل بلدنا، فإن عليه وعلى طاقم نظامنا ومستشارينا، لأنه يعمل لدينا موظفًا بدرجة رئيس جمهورية، لو أخطأ حاسبناه، ولو أصاب شددنا على يدي، وبالتالي علينا التعلم من عصر مبارك، ومن نهايته العادلة المشرفة!
أول خطايا عصر مبارك، كانت خطيئة الاستهانة بشعب مصر، نعم الاستهانة والذل والإهانة، والاستعلاء على الناس بشرعية يوليو وأكتوبر، لذلك كان لابد من الشرعية الثورية، حتى تسقط تلك الشرعيات التاريخية، وعلى النظام الجديد، الذي سيختاره الشعب بمحض إرادته، أن لا يستعلى على الشعب، ولا يستهين به وبمقدراته، ياااااه كنا نسينا كلمة الشعب والجماهير، وعلمتنا الأنظمة الدكتاتورية ذات الأقنعة الديمقراطية، أن الشعب مصطلح هلامي غير واضح المعالم، وقال أحمد عز أحد رموز العهد البائد، أن الحكومات القوية لا تستجيب لرغبات شعوبها، فكيف حال القوة والرغبة الآن يا سيد عز؟!
وثاني خطايا الرئيس السابق، كان حكم العائلات، من لدن بطرس غالي، إلى عائلة مبارك شخصيًا، وكأن مصر عقمت عبر سنوات ما بعد حركة الضباط الأحرار عن إنجاب رجالات سياسة متميزين، نفس الوجوه على مدى أكثر من خمسين عامًا، وتتغير فقط المناصب والمصالح، نفس رؤساء أحزاب المعارضة، نفس المطالب، وكأننا نلعب لعبة الكراسي الموسيقية، فقط يبدلون مواقعهم، وأقنعتهم، وقناعاتهم حسبما تقتضيه طبيعة المرحلة، فهم ثوريون وقت الثورة، وهم اشتراكيون وقت الاشتراكية، ثم انفتاحيون وقت الانفتاح، ومسلمون وقت الأسلمة، ومع الحريات المشروطة، ومع النظام ومع الشعب، ومع كل من يلوح لهم بالبقاء، أما الشباب فلا ممثل لهم، الآن يجب الاستماع إلى لغة جديدة في الخطاب السياسي، لغة الكيبوورد لا البيانات المكتوبة بالكوبيا، لغة الشعب التي نسيها نظام الرئيس السابق، وأجبرنا على نسيانها، على الشباب أن يقوموا بثورة أخرى ضد العواجيز، الذين ورطونا فيما وصلنا إليه من أزمات، ثم رحلوا سالمين، ولنحاول جميعًا التواصل مع جيل غير التاريخ، من خلف شاشات الكمبيوتر، وبمطالب ناضلنا من اجلها نضالاً مريرًا بلا جدوى، إلى أن حققوها وسقطت سنوات الذل، ونأمل أن نتخلص من تراث العبيد في حكم مصر المعاصرة، ذلك التراث الذي حمله إلينا جنود مرتزقة سميناهم مماليكًا وخضعنا لحكمهم، انتهى عصر المماليك، وبدأنا عصر الحرية.. ونقول هل من مزيد؟!
نعم هناك المزيد وتعالوا معًا نحدد ملامح مصرنا الجديدة، بلا ذل ولا قهر ولا استعباد، ولا نستبدل دكتاتورًا بغيره، فقد سقطت الأصنام، ولم يبقى علينا سوى بداية المشوار، بتحديد خطة نهوض بهذا البلد، بكل طوائفه وطبقاته، وبرعاية شبابه، الذي قال لا.. فسقطت أصنام القهر.. أما هذه الخطة والطريقة فأدعوكم لمناقشة جادة حول مستقبل مصر، نتعلم ألا نكرر أخطاء الماضي، وأن نصنع بثقة وجدية خيارات المستقبل.
شعب مصر لم يعد قاصرًا.. لقد بلغنا سن الرشد، وعلينا التعامل بمسئولية تجاه خيارتنا التاريخية.. أقول تحيا مصر، وتسقط كل الأصنام، والأنظمة التي تسحق الإنسان، في كل مكان وزمان!!
وللحديث بقية
للمزيد سيادة الرئيس السابق!
رحل مبارك عن منصبه، وتحققت إرادة شعب راهن الكثيرين ومنهم أنا شخصيًا على استكانته، كنت أكتب لتحريضه على الثورة، وأشك في إمكانية تحقيقها، وبعد ثمانية عشر يومًا من النضال الثوري، سقطت شرعية يوليو بشرعية 10 فبراير، الشرعية الثورية لشباب حركوا الحجر، وأسقطوا تصوراتنا الكلاسيكية عن الزعيم القائد، والأب الرئيس، وغيرها من المصطلحات والتصورات، التي علمنا إياها حكم العسكر تحت الزي المدني، كان مبارك الرئيس السابق(يااااااه طعمها حلو أوي) الرئيس السابق، يتعامل مع بقاءه في منصبه بمنطق التفاؤل والتشاؤم، فإذا أصدر أحدهم كتاب بعنوان(من هو الرئيس القادم لمصر) وقد صدر بالفعل في 1995 كتاب بهذا العنوان، تمت مصادرته، واعتقال كاتبه في عصر الحرية الذي يراعاه مبارك على ضمانته الشخصية، والتي سقطت الآن مع أكاذيب السيد الرئيس السابق.
كان مبارك، يدير دولة بوليسية من الطراز الأول، ويلعب لعبة الديمقراطية على مسرح الحياة السياسية، ديمقراطية المنح لمن يريد، والمنع عمن يريد، وكانت إرادته الحديدية لا تميز بين محب لوطنه يقدم مشروعًا لتغيير الدستور مثل أستاذنا رحمه الله محمد السيد سعيد، وبين مضلل يعمل مستشارًا لا رحمه الله حيًا ويكتب حتى الآن ضد كل قواعد التفكير الاستراتيجي، ومع ذلك نسميه المفكر الاستراتيجي، وهو الذي يعيد تدوير محاضراته منذ الستينات، بمصطلحات جديدة، ما علينا كانت الثلة المحيطة بالسيد الرئيس، من الآخر مغميه عين الرئيس، ويستعملون كلمة كله تمام ياريس، كالماء والهواء.
لن أحاول تصفية الحسابات، فالمستقبل منحنا بدماء شبابنا، وحماية قواتنا المسلحة الباسلة، فرصة تاريخية، اعتقد أننا محظوظون بما يكفي لمعايشتها عيانًا بيانًا، والأكثر من اللحظة الآنية مع روعتها، أننا نشارك بجدية في تشكيل نظام جديد، مختلف نضع فيه معًا ملامح مختلفة لمصر جديدة تتسع لكل المصريين، وتختلف فيها الآراء بلا تكفير أو تخوين، ويختار المواطن فيه رئيسه بإرادته الحرة، وتحت إشراف قضائي كامل، نمارس فيه ديمقراطية حقيقية، دعونا نعترف ونحن في لحظة لا تحتمل سوى الشفافية، والصدق مع النفس، قبل ممارسة الصدق مع الآخر، أقول وأجري على الوطن، الذي لا أريد من مواطنيه جزاءًا ولا شكورا، أننا بحاجة لتعلم الديمقراطية، والاستماع الجيد لبعضنا بعضًا، نحتاج إلى الإصغاء لصوت العقل والحرية، نحتاج إلى رسم مخطط واضح للإعلاء شأن مصرنا الجديدة.!
في تصوراتي، لابد من استماع الرئيس المقبل أيًا كان توجه، لابد وأن نختاره على أساس مدني، لا عسكري ولا ديني، وإذا اتفقنا على مراقبة التحول الديمقراطي في مصر، واجتماعنا على مبادئ واضحة لاختيار مستقبل بلدنا، فإن عليه وعلى طاقم نظامنا ومستشارينا، لأنه يعمل لدينا موظفًا بدرجة رئيس جمهورية، لو أخطأ حاسبناه، ولو أصاب شددنا على يدي، وبالتالي علينا التعلم من عصر مبارك، ومن نهايته العادلة المشرفة!
أول خطايا عصر مبارك، كانت خطيئة الاستهانة بشعب مصر، نعم الاستهانة والذل والإهانة، والاستعلاء على الناس بشرعية يوليو وأكتوبر، لذلك كان لابد من الشرعية الثورية، حتى تسقط تلك الشرعيات التاريخية، وعلى النظام الجديد، الذي سيختاره الشعب بمحض إرادته، أن لا يستعلى على الشعب، ولا يستهين به وبمقدراته، ياااااه كنا نسينا كلمة الشعب والجماهير، وعلمتنا الأنظمة الدكتاتورية ذات الأقنعة الديمقراطية، أن الشعب مصطلح هلامي غير واضح المعالم، وقال أحمد عز أحد رموز العهد البائد، أن الحكومات القوية لا تستجيب لرغبات شعوبها، فكيف حال القوة والرغبة الآن يا سيد عز؟!
وثاني خطايا الرئيس السابق، كان حكم العائلات، من لدن بطرس غالي، إلى عائلة مبارك شخصيًا، وكأن مصر عقمت عبر سنوات ما بعد حركة الضباط الأحرار عن إنجاب رجالات سياسة متميزين، نفس الوجوه على مدى أكثر من خمسين عامًا، وتتغير فقط المناصب والمصالح، نفس رؤساء أحزاب المعارضة، نفس المطالب، وكأننا نلعب لعبة الكراسي الموسيقية، فقط يبدلون مواقعهم، وأقنعتهم، وقناعاتهم حسبما تقتضيه طبيعة المرحلة، فهم ثوريون وقت الثورة، وهم اشتراكيون وقت الاشتراكية، ثم انفتاحيون وقت الانفتاح، ومسلمون وقت الأسلمة، ومع الحريات المشروطة، ومع النظام ومع الشعب، ومع كل من يلوح لهم بالبقاء، أما الشباب فلا ممثل لهم، الآن يجب الاستماع إلى لغة جديدة في الخطاب السياسي، لغة الكيبوورد لا البيانات المكتوبة بالكوبيا، لغة الشعب التي نسيها نظام الرئيس السابق، وأجبرنا على نسيانها، على الشباب أن يقوموا بثورة أخرى ضد العواجيز، الذين ورطونا فيما وصلنا إليه من أزمات، ثم رحلوا سالمين، ولنحاول جميعًا التواصل مع جيل غير التاريخ، من خلف شاشات الكمبيوتر، وبمطالب ناضلنا من اجلها نضالاً مريرًا بلا جدوى، إلى أن حققوها وسقطت سنوات الذل، ونأمل أن نتخلص من تراث العبيد في حكم مصر المعاصرة، ذلك التراث الذي حمله إلينا جنود مرتزقة سميناهم مماليكًا وخضعنا لحكمهم، انتهى عصر المماليك، وبدأنا عصر الحرية.. ونقول هل من مزيد؟!
نعم هناك المزيد وتعالوا معًا نحدد ملامح مصرنا الجديدة، بلا ذل ولا قهر ولا استعباد، ولا نستبدل دكتاتورًا بغيره، فقد سقطت الأصنام، ولم يبقى علينا سوى بداية المشوار، بتحديد خطة نهوض بهذا البلد، بكل طوائفه وطبقاته، وبرعاية شبابه، الذي قال لا.. فسقطت أصنام القهر.. أما هذه الخطة والطريقة فأدعوكم لمناقشة جادة حول مستقبل مصر، نتعلم ألا نكرر أخطاء الماضي، وأن نصنع بثقة وجدية خيارات المستقبل.
شعب مصر لم يعد قاصرًا.. لقد بلغنا سن الرشد، وعلينا التعامل بمسئولية تجاه خيارتنا التاريخية.. أقول تحيا مصر، وتسقط كل الأصنام، والأنظمة التي تسحق الإنسان، في كل مكان وزمان!!
وللحديث بقية
للمزيد سيادة الرئيس السابق!
الاثنين، 7 فبراير 2011
ثوار.. وخونة!
أيمن عبد الرسول
لا أحد رزقه الله نعمة التعقُّل يمكن أن يكون ضد ثورة اللوتس المصرية التي بدأت قبل 25 يناير بعقود طويلة، تراكمت وجمعت روافدها على مدار ما بعد حركة الضباط الأحرار، ومن خلال حركات احتجاجية انفرادية وفئوية، فمنذ بدأت في مصرنا الغالية التظاهرات السلمية، والاحتجاجات المصلحية وبلادنا هيئت للثورة الشاملة، كانت مثل هذه الثورة من أحلام "صديقكم" منذ فترة المراهقة، وأيام النضال اليساري الأولى، وكلما تقدم بنا السن نركن إلى الحلم، ولا تعيننا مقدَّراتنا الشخصية على تحقيقه، ونكتب عن أن الحرية محنة، وليست منحة، ونرفض تأطير حرية المثقف من قبل السلطة طول الوقت، وأننا سابقًا لم نكن مؤهلين لدفع ثمن الحرية، وغيرها من الأحلام التي تحبطها عجلة الأيام، وسلطة الغشم وغشم السلطة، وولاءات المتربحين من خسائرنا، وخسائر الثابتين على درب الحرية، ومواقف العابثين بعقولنا، وعبث من لا يقبلوننا، كنا نحلم بمدنية تونس، وعلمانيتها، فسقطت أقنعة بن علي وسقط النظام، وأوحى لنا إمكانية إسقاط نظام كنا نحلم فقط بالمشاركة الفعالة في زعزعة قواعد دستوريته غير المستفتى عليها، وشرعيته التي اكتسبها بثورة يوليو، ثم حرب أكتوبر، فكان أن أسقط الشعب نظامه، خلال ثورة شعبية باركها ومنحها الشرعية دم الشهداء، ليسوا فقط الذين سقطوا خلال أسبوعين، ولكن ثمن الحرية الذي دفعناه على مدار 30 عامًا!
مات محمود أمين العالم، ونصر أبو زيد، وعبد العظيم أنيس، وفرج فودة، والشيخ خليل عبد الكريم، وغيرهم الكثير والكثير، وهم يحلمون بغد أفضل يصنعه الشعب، الشعب الذي ثار لإسقاط النظام، دون تحضير البديل، البديل الذي نختلف حوله الآن، ووضعنا غيابه أو الاتفاق عليه في مأزق الاختيار بين إخوان.. وخونة، الإخوان نعرف تاريخهم في مصر ونرى واقعهم في غزة، والسودان، وكل الدول التي رفعت شعار تطبيق الشريعة الإسلامية في باكستان (بالإنجليزي باك يعني خلف) وأفغانستان، وغيرها من التجارب المريرة التي تجاوزتها حقوق الإنسان، ومن زماااااااان!!
لا يخفى على أحد أن صديقكم علماني، كان وما زال ضد نظام مبارك لتورطه في اضطهاد الأقباط والبهائيين والشيعة وغيرهم.
وعندما يعلن النظام الذي سقطت شرعيته بالفعل عن حوار وطني مع المعارضة ويضع فيه جماعة الإخوان المحظورة على مائدة التفاوض، ولا يضع ممثلين عن الحزب الشيوعي المصري المحظور أيضًا، فبماذا نسميه، وبماذا نفسر غياب ممثلين عن الأقباط، وأليس من حقهم الآن المطالبة بحزب سياسي مسيحي، بعد اعتراف النظام الذي فقد صلاحيته في حفظ النظام، بالإخوان؟ وهو نفس النظام الذي يمنع دستوره قيام أحزاب دينية على أساس ديني؟
هذه واحدة، أما الأخرى فثمة غياب واضح لأي منظور استراتيجي لثورة اللوتس المصرية، وكأننا نحاول استنساخ ثورة تونس دون وعي بعمق الاختلاف بين بلد وبلد، ورئيس ورئيس، وعمق الهوة بين تونس التي تتعلمن رأسيًّا، ومصر التي تتأسلم أفقيًّا، التحليل العميق للحركة الاحتجاجية المصرية يقول إنها حركة معلمنة، وغير ممنهجة، لأن الثورة ليست هدفًا في حد ذاتها، وأبسط قراءة في تاريخ الاحتجاج على الطريقة المصرية كما كتبت في كتب ومقالات سابقة، أن الثورة هي طريق العبور من شرعية فقدت صلاحياتها إلى إرساء قواعد شرعيتها على شواطئ الدستورية.
البيانات التي عكسها الواقع المصري، خصوصًا في الخطاب الديني (إسلامي أو مسيحي) تؤكد تمسك تيار الإسلام السياسي بالمادة الثانية من الدستور، وتوضح تباينًا كاشفًا في التعامل السياسي مع ردة غضب شعب كامل، مثله 8 ملايين مواطن، حتى أننا الآن لا نعرف سوى أن الشعب يريد إسقاط النظام، والدخول في مرحلة انتقالية، وتشكيل حكومة ائتلافية، وتعديل الدستور، هذه المطالب التي اعترف بشرعيتها القاصي والداني، تؤكد أننا نتعامل مع انقسام حاد في تفهم طبيعة النظام السياسي بغض النظر عن شرعيته من عدمها.
فالنظام ليس شخص الرئيس، والدولة المصرية ليست مبارك، ولا يمكن غض الطرف عن بداية كشف النظام الذي يتخلص من أركانه الآن لفاسديه، وسوف نناقش فيما بعد مسألة التواطؤ على الفساد الذي عكس ظلاله في كل أرجاء المعمورة خلال فترة حكم العسكر بلباس مدني، من لدن محمد نجيب وحتى مبارك، ولنتفق أننا أمام ثورة على الفساد، وكأننا لم نطهر أنفسنا على مدى كل هذه الأعوام، ومارسنا صورًا من الفساد، لا محل لتحليلها الآن، ولكن النظام الذي هو ليس شخص الرئيس، يجمع حوله رجاله، الذين يتساقطون الآن واحدًا تلو الآخر، والتحليل السياسي يكشف أن هناك من ترتبط حياتهم ولا أقول فقط مصالحهم، ببقاء مبارك على هرم السلطة، وأن بعضًا من أولئك الخونة، هو الذي دبر موقعة الأربعاء الدامي، وهو الذي أو هم، إن شئت الدقة، الذين دبروا حالة الفوضى الأمنية التي خرج فيها مسجونون من سجونهم، ومحبوسون من أقسام الشرطة، وأعاشوا البلاد في رعب من جمعة الغضب، إلى ثلاثاء المسيرة المليونية، والتي أدت إلى نزول الرئيس من عليائه ليخيِّرنا بين الفوضى والاستقرار، ويعلن عدم ترشحه للرئاسة، وغيرها من بشائر نجاح الثورة، كان من مصلحة رجال الرئيس الذين يعرفون أنهم سيضحون كباش فدائه الأخير على مذبح النظام، أن يشككوا الشارع في مصداقية الرئيس، وكان أن نجحوا في شق الصف، ويجب محاكمتهم بتهمة الغباء السياسي، لأتهم فعلوا ما فعلوا، وخربوا ودمروا، وقتلوا مصداقًا لمقولة "عليَّ وعلى أعدائي"، فأحرجوا النظام الذي بدا يحاول إجراء إصلاحات داخلية تحت مظلته التي يراها شرعية.
علينا الآن أن نراقب ونشارك في محاكمة الفاسدين المفسدين، وأن نحوِّل نضالنا الثوري إلى آليات عمل لممارسة سياسية، نشارك في تعديل الدستور، ونستخرج بطاقات انتخابية، ونتمسك بحقنا في مواطنة كاملة غير منقوصة، وعلى المسلمين السنة الذين لا يجيزون الخروج على الحاكم الجائر تقديم مشروع سياسي، ينافس الإخوان الذين يعملون بمناهج شيعية تعكس التنوع الخلاق في الممارسة السياسية والانتهازية على الطريقة الإسلامية، وعلى الأقباط تشكيل لجنة لإعلان موقفهم من الكنيسة، وموقف الكنيسة الأرثوذكسية من المشاركة السياسية، في الخلفية لا بد من العمل على المواطنة والديمقراطية، وأن كل مصري، مؤيد أو معارض لسيناريوهات رحيل مبارك، من حقه الممارسة بفاعلية سياسية في هذه الأجواء التي لا يجود بمثلها التاريخ مرتين!
في النهاية كلنا نعمل من أجل مصر الاستقرار والتنمية والديمقراطية ولننحِّ اختلافاتنا في التفاصيل جانبًا، لنعبر بسلام ومحبة جسر الوطن إلى حيث تجتمع إرادة الشعب على هدف واحد، يعرفون ما بعده، وكيف يصلون إليه بمختلف الوسائل السلمية والدستورية المشروعة، وألا تفرقنا خلافاتنا، إنني أتحدث عن مصر لا عن نظام من البداهة السياسية أنه فقد صلاحيته للاستهلاك الشرعي والدستوري..
أما عن الإخوان وانتهازيتهم السياسية ورأي صديقكم في الديمقراطية، فهذا حديث شرحه يطول، والمستقبل لشباب صنع ثورته، ونظام جديد حلمنا به طويلاً، أخاف أن يعتدي عليه كل من هب ودب، باسم الديمقراطية العرجاء التي نسيناها من ندرتها في بلاد لم تزل ترى الحاكم ظل الله في أرضه، ومصدر الأمن والأمان، وموزع المنح والعطايا، لا شك أن مصرنا قبل 25 يناير، غيره بكثير.. ولكن إلى أين تتجه رياح التغيير، ستجيب ابنتي "آن" على هذا السؤال، فعمرها اليوم أربعة أيام!!
السبت، 5 فبراير 2011
بيان من العاملين فى الصحافة والإعلام والفن المصرى
بيان للشعب
نحن الموقعون على هذا البيان من العاملين فى الصحافة والإعلام والفن المصرى...
نعلن
براءتنا إلى الله والشعب المصرى العظيم مما يقوم به الإعلام الرسمى " المقروء والمسموع والمرئى" ومن على شاكلتهم من تزوير للحقائق وكذب وافتراء وتشويه متعمد وساذج لصورة هذا الشعب النقى الطاهر الذى يحرص على حرية وتقدم هذا الوطن أكثر مما يحرص على حياته.. ونطالب بوقف تلك الأكاذيب فوراً والاعتذار عنها و ايقاف كل المسؤولين عن ذلك لحين تقديمهم لمحاكمة عاجلة.. وسيتم عمل قائمة سوداء بكل ما باعوا شرفهم المهنى لخدمة النظام وزبانيته.
الموقعون:
1. علاء عزام
2. ابراهيم منصور
3. رجاء ابراهيم
4. محمد ابراهيم قنديل
5. اميمة كمال
6. جمال فهمى
7. طارق بركات
8. عبير سعدى
9. مصطفى الكيلانى
10. محمد الغيطى
11. ياسر القاضى
12. عمرو واكد
13. لبيبة شاهين
14. أميمة كمال
15. نادين شمس
16. عطية الدرديرى
17. حسين عبد الغنى
18. طارق ابو العلا
19. بسمة
20. خالد أبو النجا
21. أشرف البيومى
22. نجوان عبد الحميد
23. غادة الديب
24. محمد هلال
25. ياسر مهنى
26. هالة لطفى
27. على الفاتح
28. على سعيد
29. آسر ياسين
30. عبدالله عبد العزيز
31. مصطفى عبدالغنى
32. أدهم السعيد
33. عدوى طه
34. أدهم الصفتى
35. محمد سعيد عبد الغنى
36. سمير عمران
37. ماجدة خضر
38. شحاتة العريان
39. خالد الكيلانى
40. أحمد حسان
41. هبة حزين
42. منى باروما
43. عبد الرازق عكاشة
44. كارم محمود
45. يحيى قلاش
46. خالد الدهبى
47. اسامة الرحيمى
48. شريف عارف
49. الفت عثمان
50. شيماء محمد
51. منال عجرمة
52. سامية بكرى
53. زين العابدين فؤاد
54. نظيمة سعد الدين
55. وائل قنديل
56. نظيمة سعد الدين
57. محمود خيرالله
58. محمد نبيل حلمى
59. د. خليل مرسى
60. حنان عبد الفتاح
61. حمدى التونسى
62. أحمد فايق
63. عبد الحفيظ سعد
64. فاطمة حسن على
65. دعاء سلطان
66. فايزة هنداوى
67. أمل برهام
68. ياسر نعيم
69. أسماء يس
70. أميرة عاطف
71. منال خالد
72. جانيت عبد العليم
73. أحمد حسان
74. كارم يحيى
75. عابد عنانى
76. جميلة على
77. أحمد الحويط
78. ابراهيم قنديل
79. سعد العليمى
80. علاء طه
81. مى أبو زيد
82. سيد محمود
83. البراء اشرف
84. صلاح حلبى
85. نسرين الزيات
86. شيرين طلعت عبد الحميد
87. طارق سعيد
88. سومية أحمد عبدالخالق
89. لبنى صبرى
90. محمد البرغوثى
91. فتحى فريد
92. عزت القمحاوى
93. محمد خالد
94. عماد فؤاد نصر
95. حكيم المصرى
96. قطب العربى
97. سليم عزوز
98. طارق الدويرى
99. أحمد عتمان
100. داوود حسن
101. عصام الزيات
102. ياسر الزيات
103. سامى جعفر
104. ايمن عبد الرسول
105. عزازى على عزازى
106. جمال ابوعليو
107. عمرو عبد الغنى
108. سيد الطوخى
109. محمد ابو الحسن
110. محمود القصاص
111. دينا مصطفى
112. محمد سعد عبدالحفيظ
113. ريم هلال
114. أحمد عواض
115. أحمد ماهر
116. هانى درويش
117. أحمد عبدالجواد
118. رأفت حسنى الجمل
119. محمد سعيد
120. محمد النجار
121. ياسر نعيم
122. أحمد سعد
123. صبرى فواز
124. أحمد عيد
125. شريف ادريس
126. طارق سامى
127. كريم مغاورى
128. أحمد رشوان
129. اياد ابراهيم
130. كريم العدل
131. جيهان فاضل
132. أحمد الهوارى
133. شيرين المنيرى
134. بيسان كساب
135. مصطفى البسيونى
136. هشام فؤاد
137. محمد فوزى
138. حنان الجوهرى
139. هدى أبوبكر
140. أميرة جاد
141. محمد المعتصم
142. وائل عبد الفتاح
143. معتزة صلاح عبدالصبور
144. رباب يحيى عبد المحسن
145. محمد بدرالدين أحمد
146. أبو المعاطى السندوبى
147. محمد مصطفى شردى
148. أحمد ابو الحسن
149. دينا أبو زيد
150. خالد يوسف على
151. اسلام بحبح عبداللطيف
152. زكى النجار
153. هيثم زينهم
154. محمود النجار
155. صبرى السماك
156. محمد فؤاد عبد المجيد
157. عبير عبد الستار
158. أحمد نصر الدين
159. حنان كمال
160. خليل أبوشادى
161. باسل رمسيس
162. محمود العدوى
163. أحمد النبوى
164. صفاء الليثى
165. سلامة عبد الحميد
166. علاء وجدى
167. أمير حلمى
168. محمود العدوى
169. سيد المليجى
170. عبد الفتاح على
171. رشا عزب
172. عبادة على
173. وائل ممدوح
174. ريهام سالم
175. شادى جورج
176. جون حكيم
177. هيثم الغيتاوى
178. وليد ابو السعود
179. اياد صالح
180. شيرين الطحان
181. أمير رمسيس
182. مصطفى طاهر
183. أحمد هاشم عاشور
184. ناصر حجازى
185. كاملة أبو ذكرى
186. اسامة فوزى
187. فاطمة هميسة
188. عبد الفتاح البيه
189. أحمد عبد المجيد
190. أحمد فكرى
191. السيد تاج الدين
192. محمد عبد الرحمن
193. منتصر محمد حجازى
194. حمادة العبد
195. اسامة العبد
196. محمد غريب
197. ريم حجاب
198. رولا محمود
199. محمد العقبى
200. ريم أبو النصر
201. يوسف رامز
202. علا الساكت
203. محمد عدوى
204. حاتم جمال الدين
205. ابراهيم طه
206. منصورة عز الدين
207. هويدا الحسن
208. جمال نازى سليم
209. شيرين شريف
210. تغريد الدسوقى
211. ابراهيم عبد الفتاح
212. أحمد شوقى
213. شيماء سليم
214. عصام زكريا
215. د. عادل يحيى
216. بسمة العوفى
217. ولاء عبد الله
218. هبة الله يوسف
219. طارق امام
220. محمود قطز
221. هبة خميس
222. وائل عبد الحميد
223. مؤمن المحمدى
224. ياسر عبد الحافظ
225. محمد صلاح العزب
226. مى مجدى مصطفى
227. نعمة ناصر
228. مروة عبد الله
229. محمد أنور الفقى
230. أميرة حسن الدسوقى
231. نائل الطوخى
232. فيروز السيد كراوية
233. عبد الرحمن مصطفى
234. سامح سامى
235. وائل الغزاوى
236. محمد العدوى
237. اسامة أبو العطا
238. احمد حامد
239. رغداء السعيد
240. محمود عوض
241. عادل سلامة
242. أمل الجمل
243. لمياء السعداوى
244. فايز رشوان
245. غادة عبد المنعم
246. عدوى طه
247. زين العابدين خيرى شلبى
248. ايمان خيرى شلبى
249. حاتم حافظ
250. ريهام عبد الله
251. سمر نور
252. رانيا التونى
253. أحمد شوقى على
254. باسم شرف
255. رانيا التونى
256. د. أحمد خشبة
257. أحمد عبد اللطيف
258. خلود سعد
259. أحمد العايدى
260. محمد فتحى
261. محمد علاء الدين
262. منى شديد
263. عزة مغازى
264. محمد مسعد يحيى
265. محمد الحنفى
266. هبة العفيفى
267. محمد شعير
268. المحمد طاهر
269. محمد مرسال
270. داليا محمود
271. محمود أبو بكر
272. أحمد عاشور
273. نسرين نشأت
274. غادة محمد باشا
275. هشام عياد
276. احمد عطية
277. أحمد عبد اللطيف
278. هيثم رضوان
279. هشام الميانى
280. أحمد عدلى
281. هيثم الخميسى
282. مصطفى البرنس
283. يوسف شعبان مسلم
284. أحمد عبد الله خميس
285. على راشد
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)